الوصايا العشر لكي تكون مديرا وقائدا فاشلا و مكروها

إذا كنت تريد أن تكون أسوأ مدير أو قائد أو مسير أو مشرف، فما عليك إلا اتباع الوصايا الآتية:

1- حب الذات : هذه الصفة تخول لك الاستمتاع بما لديك من قدرات خارقة ليس للناس مثلها، أنت الوحيد الذي يمكنك فعل كل شيء بمجرد أمر واحد. اعتقد أن كل الحاجات تقضى بأمرك، وان الزملاء ما هم سوى خدم وضعوا رهن إشارتك. وهم لا يملكون من الكفاءة ما يجعلهم ناجين بدونك. أنت محور وجودهم. ومن أجلك وحدك هم يعملون كل جهدهم. لإرضاء نفسك عليك أن تتناسى أنهم موجودون، أو أنهم أصلا يعملون.

2- الأنانية: إياك والتشارك، إياك أن تعتبر الآخرين ذوي أهمية، أنت وحدك المهم. بدون الأنانية ستكون محبوبا وسيحس الآخرون معك بالأمان، سيرتاحون لك، وهذا لن يشفي غريزة التملك عندك. ستكون محاطا بالاحترام إذا تخلصت من أنانيتك. واستعمل كلمة أنا كثيرا. وكل التجارب الناجحة انسبها إلى نفسك، فأنت وحدك من تهمه الأمور.. واعمل على إشهار أنانيتك وانفرد بذلك. فكلما أكدتها كلما زاد الناس عنك بعدا بقلوبهم.
3- التكبر: كن كثير التكبر والاستعلاء على زملائك، فهم عموما دونك منزلة ولن يرقوا إلى مرتبتك الفكرية وحسن أدائك. هم عقول جوفاء ، لا تفقه شيئا في جواهر الأمور، وليس للآخرين بعد نظر. الزملاء يتواجدون فقط من أجل تلقي أوامرك وتنفيذها ، هم كالأنعام خلقت من أجلك أنت الراقي وأنت الذي يستطيع تحليل الأمور. كل شاردة وواردة في مجال عملك أنت صاحبها وأنت من يتدبر أمرها.لا احد تحت إمرتك يستحق العمل حسب كفاءته، أنت صاحب كل الكفاءات.

4- التجهم والوعيد: إياك أن تتخلى عن أسلوب الوعيد، وكن جيدا في تهديد الزملاء، بشكل يحسون بعدم رضاك ولكن في نفس الوقت يحسون أنك تقبض خيوط اللعبة جيدا. خصوصا إذا كنت ماكرا وجعلتهم كلما حاولوا مناقشة أمر معك يشعرون بالمحاسبة أكثر. وعلى العموم هم دوما يحتاجون إلى الخوف منك أكثر من احتياجهم إلى التحفيز. هم عبيد يحتاجون دوما للسوط لكي ينتجوا. وأنت وحدك لديك القدرة على تقويم سلوكهم فهم مصدر كل البلاوي وكل المشاكل.

5- الانفرادية بالرأي: أي رأي قد يعطيك إياه هؤلاء الزملاء ليس مهما وليس جديرا بالتتبع. رأي واحد ـ مهما يكن ـ أفضل بكثير من آراء مختلفة متباينة. وطبعا أنت صاحب الرأي السديد دوما . فاختصر الطريق نحو السمو والارتقاء بفرض رأيك وحدك، وليس ضروريا إشراك أحد فيه. فقد يعتقد أنه مهم في حين أنت أهم من يليق لتدبير الأمور. وإذا حدث أن سقط خطأ أو صدفة رأي أحد منهم ، أو كنت مجبرا على التنازل من برجك لمعرفته، فانسبه إليك دونما تفكير. فأنت تمتلكهم وتمتلك أفكارهم . بل لا يحق لأحد التفكير دون إذنك. أنت صاحب الحل والعقد ولا حركة ولا سكون من دون تدخلك وأمرك.

6- لا تحفز أحدا: إياك أن تحفز أحدا من الزملاء أو تذكر محاسنه ، ما لم تكن تنوي له على شيء يحط من قدره بعد ذلك. وكلمة الشكر التي تصدرها أعقبها بعد وقت وجيز بكلمة تأنيب ومحاسبة. حتى لا يخالوا أنفسهم قادرين على جلب محبتك.
7- عدم الثقة في الآخرين: يكفي انك أنت صاحب العقل والرأي السديد، فلا مجال للثقة في الشركاء والزملاء. عفوا الخدم الذين سخروا لينفذ أوامرك السامية. والمفروض عدم الثقة المبدئي إلا في المتملقين منهم. فهم من يأتيك بكل محاولات الإبداع الخارجة عن نطاق سيطرتك.

8- اللامبالاة: كن غير مبال بمشاعر الآخرين واجعل حياتهم جحيما ، ولا تبالي بساعات العمل التي يقضونها أو التي يزيدونها. فهم خلقوا لذلك وأمرهم لا يهمك. على العموم هم ليسوا في مستواك حتى تهتم لشؤونهم. وضعياتهم لست أنت المسؤول عنها. ويكفيهم نعمة أنك تسيرهم. ويكفيهم نعمة أنك تتنازل لإدارتهم.

9- فرق ! تسد! : سياسة من لا سياسة له، تجعلهم دوما مراقبين من بعضهم البعض، والكل يلتفت حوله في كل صغيرة وواردة . وعوض التفكير في شؤون العمل ، سوف ينشغلون بعدم السقوط في مغبة سخطك. وأحسن عقلية تفرضها عليهم ، هي عقلية القطيع. بحيث يسود الحسد والغيرة بينهم وتنتج أنت الصراع بينهم وتزيد من حدة التوتر حتى لا يستطيع النشطاء منهم الإبداع والعمل في ظروف ملائمة.

10- تبخيس قيمة العمل: إذا قام احدهم بعمل رائع ، فابخس قدره وقيمته فأنت من له الحق في تسجيل الأهداف. وان صادف أن سجل احدهم هدفا مهما ، فبفضلك أنت لا باجتهاده. والأهم أن تبخسه راتبه فأنت أحق برفع راتبك، كيف تزيدهم في رواتبهم ما هو حقك أنت. هذا سيجعلك محبوبا. لا والأصل أن يكرهوك ويكرهوا كل تعامل لبق بينهم. أما الحب فلغة الفاشلين. محبة الزملاء واحترامهم مضيعة لوقت العمل. لا تترك لهم مجالا ليتفاعلوا فيه وينتجوا أحسن الأعمال. بل اجعل قيمة العمل دوما بخسة في نظرهم حتى لا يضاهوك مكانة.

ملاحظة: أنت القائد، أنت المشرف، أنت المدير فلا تنسى أن تتشبث بمبادئ الفشل والكراهية هذه. لان الآخر خير له يعمل خوفا منك أكثر مما يعمل مدفوعا بحبك واحترامك.